أضيف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إنجازًا استثنائيًا جديدًا إلى سجله الحافل، ليصبح المتصدر التاريخي للتمريرات الحاسمة على مستوى كرة القدم الدولية. جاء هذا الإنجاز خلال الأداء المتميز الذي قدمه ميسي في المباراة التي جمعت منتخب الأرجنتين بنظيره منتخب بورتوريكو يوم الثلاثاء، والتي مثلت ختام فعاليات شهر أكتوبر. وقد توج ميسي مسيرته بإثبات تفرده مرة أخرى كأعظم صانع ألعاب في تاريخ المنتخبات، وفقًا لما أعلنته شبكة “إي إس بي إن” العالمية.
كان ميسي قد غاب عن المشاركة في المباراة التي جمعت منتخب بلاده مع منتخب فنزويلا في الجولة السابقة، حيث فضل الحفاظ على لياقته واللعب مع فريقه الجديد، إنتر ميامي، في مواجهة أتلانتا يونايتد ضمن منافسات الدوري الأمريكي. لكن الغياب لم يطل، فقد عاد الأسطورة الأرجنتيني بقوة في مواجهة بورتوريكو، حيث قدم عرضًا مبهرًا وتمكن من صناعة هدفين في تلك الليلة. هذه التمريرات الحاسمة لم تكن مجرد أرقام تُضاف إلى رصيده، بل كانت السبب المباشر في دفع فريقه للأمام وتأكيد هيمنته على الملعب.

ساهمت التمريرتان الحاسمتان في مواجهة بورتوريكو في رفع رصيد ميسي من التمريرات الحاسمة مع منتخب الأرجنتين إلى ستين تمريرة. هذا الرقم كان كافيًا ليتجاوز به ميسي منافسه اللدود، البرازيلي نيمار، الذي يقف عند تسعة وخمسين تمريرة حاسمة، وكذلك ليتفوق على نجم المنتخب الأمريكي لاندون دونوفان، الذي يملك ثمانية وخمسين تمريرة. وبذلك، يؤكد ميسي مرة أخرى أنه ليس هدافًا أسطوريًا فحسب، بل هو أيضًا صانع ألعاب لا يُضاهى، محققًا لقب أكثر لاعب إبداعًا في التاريخ المسجل لكرة القدم الدولية.
من المهم الإشارة إلى أن عملية رصد وتسجيل التمريرات الحاسمة بشكل موثوق لم تبدأ إلا مع مطلع القرن الحادي والعشرين. ويعود الفضل في وضع التعريف الدقيق لهذا المصطلح إلى شركة “أوبتا” للإحصائيات، التي استعانت في عام 1996 بالمدرب الإنجليزي المخضرم دون هاو، المدير السابق لنادي أرسنال. وقد عرّف هاو التمريرة الحاسمة على أنها “أخر كرة يمررها اللاعب، أو التمريرة التي تتحول إلى تسديدة، والتي تؤدي بشكل مباشر إلى هدف يسجله متلقي الكرة”. هذا التحديد الدقيق هو ما جعل مقارنة الإحصائيات عبر العصور ممكنة وذات مصداقية عالية.